Announcement

Collapse
No announcement yet.

الوحدات البيطرية مغلقة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الوحدات البيطرية مغلقة

    مصر [Egypt] - انفلونزا الطيور

    طيور المنازل سر.. والوحدات البيطرية مغلقة
    تطعيم الدواجن.. ضحك علي الناس

    2007/02/20

    عندما ظهرت اول حالة اصابة بشرية بانفلونزا الطيور في مصر، قبل عام من الان، اعلنت الحكومة حالة التأهب القصوي.. وانعقدت اجتماعات، وتشكلت لجان، واعلنت الحكومة ان لديها خطة قومية ـ لاحظ كلمة قومية ـ لمواجهة انتشار المرض، واعلنت ايضا تشكيل لجنة عليا ـ ولاحظ ايضا كلمة عليا ـ لمواجهة المرض، برئاسة وزير الصحة، الدكتور حاتم الجبلي، وعضوية وزراء الزراعة والبيئة والتخطيط،

    اضافة الي ممثلين عن وزارات الاعلام والداخلية والخارجية والنقل والدفاع، وبمشاركة دائمة من منظمة الصحة العالمية.

    وقيل وقتها ان الخطة القومية لمواجهة انفلونزا الطيور، تتضمن سيناريوهات محتملة، وطرق التعامل مع كل احتمال، منها بهدف حماية صحة السكان، والحفاظ علي الثروة الداجنة.

    هكذا قالت الحكومة، قبل عام بالتمام والكمال.. فماذا حدث من هذا كله؟

    الأرقام الرسمية والتصريحات الحكومية تكشفان عن ان كل ما أعلنته الحكومة قبل عام عن وجود خطة قومية ولجنة عليا، لم يكن الا كلاما علي الورق، فلو كانت الحكومة جادة فيما قالت، لما وصلت حالات الاصابة بالمرض الي 22 حالة في عام واحد، ولما ماتت منهم 13 حالة.. ولو كانت الحكومة جادة في الحفاظ علي الثروة الداجنة، كما قالت قبل عام، لما قتلت ودفنت حوالي 40 مليون طائر، بخلاف عشرات الملايين من البيض والكتاكيت.. ولو كانت الحكومة لديها خطة قومية لمواجهة المرض، لما تمكن الوباء من مصر وتوطن فيها، وهو ما اعترف به المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية، التي تضم 65% من حجم الثروة الداجنة في مصر، والذي قال مؤخرا، ان انفلونزا الطيور ستتوطن في مصر، لمدة 10 سنوات.

    اما المفاجأة الاكبر فتمثلت في تأثير الخطة الحكومية علي مربي الدواجن والطيور في المنازل، وعددهم 4 ملايين اسرة ـ حسب البيانات الرسمية لوزارة الزراعة ـ اذ عجزت خطة الحكومة عن اقناع مربي الطيور والدواجن في المنازل، بخطورة هذا الامر، وفشلت ذات الخطة في خلق نوع من الثقة بين هؤلاء والمربين والحكومة، وكانت النتيجة ان الـ 4 ملايين اسرة، التي تربي الطيور والدواجن في المنازل، صاروا يتعاملون مع طيورهم ودواجنهم بطريقة اشبه ما تكون بتعامل تجار المخدرات مع سمومهم،فكما ان تجار المخدرات يروجون بضاعتهم في السر والخفاء وبعيدا عن الاعين، عكذا يفعل مربو الطيور في المنازل، لدرجة ان اي ربة منزل، تحرص علي ان تنفي وجود اي طيور علي سطح منزلها، بالمخالفة للحقيقة طبعا.. وهذا بالضبط ما عشته بنفسي، ورأيته بعيني.

    امام احد المنازل في قها ـ محافظة القليوبية ـ كانت تجلس نادية صبيح، وسعدية ابوزيد ونادية حسين، وجميعهن ربات بيوت.. سألتهن عن مدي توفر امصال انفلونزا الطيور، الخاصة بتطعيم الدواجن في الوحدة البيطرية بقها ـ وكنت قد ذهبت الي الوحدة، فوجدتها مغلقة الابواب ـ فقلن بصوت واحد »احنا كلنا كدة معندناش فراخ.. كل اللي كان عنده حاجة ذبحها في اول ظهور المرض والحمد لله مفيش عندنا حاجة« وبالمصادفة وقبل ان يكملن كلامهن وجدت دجاجة تخرج من احدي حجرات البيت، الذي يجلسن امامه، فأسرعت إحداهن واغلقت الباب وتوقفن جميعا عن الكلام.

    وبرر جارهم ـ رضا عابدين ـ صاحب محل ـ موقفهن بقوله: »بصراحة الحكومة هي اللي عملت كدة.. هي اللي خوفت الناس من البداية، ففي بداية ظهور المرض كانوا بيلموا الطيور والدواجن ويدفنوها، وهي سليمة، وعلشان كدة الناس فقدت الثقة في الحكومة، واخفت الفراخ والبط عن الاعين، خوفا من ان الحكومة تأخذها وتدفنها.. وبعدين الفرخة حاليا حاجة موش سهلة، خاصة بعد البيضة ما بقت بـ 75 قرشاً وكيلو الفراخ المجمدة بـ 12 جنيها«.

    وفي طوخ ـ بالقليوبية ـ لم يكن الامر يختلف عن قها.. الكل ينفي وجود دواجن لديه، رغم انني كنت اسمع اصوات الديوك وهي تصيح فوق الاسطح.

    سألت مجدي رمضان ـ نقاش ـ عن امصال انفلونزا الطيور وتوافرها في الوحدة البيطرية.. فقال »امصال ايه، ان اول مرة اسمع ان فيه امصال للفراخ والبط، واشار بيده الي مبني الوحدة البيطرية، الذي كان مغلق الابواب. وقال: الوحدة البيطرية مغلقة اغلب الوقت ولما تفتح لا تجد فيها اي امصال«.

    سيدة طه ـ من قرية ترسا ـ قالت نفس الكلام، واكدت انها لم تسمع عن حكاية الامصال ابدا.. وقالت: »اخبار انفلونزا الطيور بنشوفها في التليفزيون، ونعرف كام واحد اصيب بالمرض وكده.. ولكن لا احد قال ان فيه امصالاً ولاغيره«.

    واضاف عطية غانم ـ فلاح ـ: »لما بدأت هوجة المرض، كان كل الناس بتتكلم عن انفلونزا الطيور، وشوية شوية توقف الكلام عنها، وكان المفروض ان الوحدات المحلية في القري او الوحدات البيطرية، تعلن حالة الطوارئ، خاصة في فصل الشتاء الذي ينتشر فيه المرض، ولكن للأسف لا احد يهتم، علشان كدة كل واحد يعمل اللي ما بدا له«

    حسن ابراهيم ـ كفر شكر ـ قال: »في كفر شكر لم نسمع عن امصال ولا عن علاج للمرض.. اللي كنا بنسمعه من شهور، هو اللي عنده فراخ او بط يذبحها.. وكانت ميكروفونات المساجد بتذيع الكلام ده، دلوقتي لا احد بقي يقول ولا حاجة«

    طفت شوارع كثيرة في قري بنها وطوخ وكفر شكر، بحثا عن شخص واحد يقول ان سمع ـ مجرد سمع ـ عن مصل علاج انفلونزا الطيور، الذي اعلنت الحكومة انه متوفر في الوحدات البيطرية، ولكني لم اجد.

    واخيرا قالت سعاد سليمان ـ ربة منزل ـ جملة تكشف الي اي مدي بلغت ازمة الثقة بين الناس والحكومة في مسألة انفلونزا الطيور، قالت: »شوف ربنا اللي بيستر.. لا الحكومة قادرة تعمل حاجة، ولا غيرها قادر.. ربنا اللي بيستر عشان الناس غلابة.. الناس ملهاش حد الا ربنا«.



    Last edited by Theresa42; March 2, 2007, 11:39 PM.
    ...when you have eliminated the impossible, whatever remains, however improbable, must be the truth. - Sherlock Holmes
Working...
X